القدرة على التعرف على السلوكيات الضارة والعواقب السلبية لاستخدام المخدرات هي جانب حاسم في عملية تعافي الفرد. ومع ذلك، يعتبر الإنكار والمدمن ينكر إدمانه عائقًا كبيرًا. يمنع العديد من الأشخاص من فهم الآثار الضارة التي يترتب عليها استمرار سلوكياتهم الضارة على حياتهم الشخصية وعلى الأشخاص المحيطين بهم.
فالمدمن ينكر إدمانه بسبب حالة نفسية تجعل الشخص ينكر أو يتجاهل الحقيقة المؤلمة حول تعاطيه للمخدرات وتأثيرها الضار على حياته. هذا النوع من السلوك يمكن أن يكون عراقيل شديدة لبحث الشخص عن المساعدة أو لقبول العلاج، مما يزيد من صعوبة عملية التعافي.
هذا المقال سيستكشف مفهوم الإنكار ويوضح بعض العلامات والأعراض الشائعة للإنكار التي ينبغي مراقبتها. سيوفر المقال أيضًا استراتيجيات لمساعدة الأشخاص الذين يعيشون في حالة إنكار بشأن إدمانهم على المخدرات، بما في ذلك كيفية تحفيزهم للبحث عن المساعدة وتجاوز عقبات الإنكار.
الإنكار والإدمان
تعرّف الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) الإنكار بأنه “آلية دفاعية” لا إرادية تهدف إلى تجاهل الأفكار أو العواطف السلبية أو الغير مرغوب فيها. في سياق اضطرابات استخدام المواد. يظهر الإنكار و”عدم الوعي” بشكل شائع بين الأشخاص خلال مراحل تعافيهم الأولية من هذه الاضطرابات. وغالباً ما يسهمان في مقاومة الشخص أو نقص الدافعية في مواجهة العلاج لإدمانه لإن المدمن ينكر إدمانه.
يمكن أن تكون بعض مشاعر عدم اليقين والتردد جزءًا طبيعيًا من عملية التغيير. خاصة خلال مرحلة التعافي الأولى. ومع ذلك، يمكن أن تكون عدم اليقين والتردد أيضًا عوائقًا. وقد تعيق الشخص عن تغيير سلوكيات استخدام المواد الخاصة به. لأن المدمن ينكر إدمانه. بالإضافة إلى ذلك، قد يعمل الإنكار كوسيلة لشخص ما لتجاهل واقع وضعهم أو تقليل خطورة استخدامهم للمواد. خاصة عندما يتعلق الأمر بالضرر الناتج عن مقاومتهم للتوقف عن الاستخدام.
لماذا المدمن ينكر إدمانه؟
على الرغم من أن الإنكار قد يعتبر عملية لا إرادية تعمل على مساعدة الشخص في حل الصراعات العاطفية أو تخفيف القلق. يمكن أن يكون خطيرًا عندما يتعلق الأمر بالإدمان واستخدام المواد الضارة. فالشخص الذي يكون في حالة إنكار او المدمن ينكر إدمانه. بشأن الضرر الذي يسببه إدمانه قد يكون مقاومًا بشكل كبير. لتغيير سلوكه والمشاركة في العلاج. وتمامًا كما هو الحال مع بعض الأمراض الأخرى، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسمنة. يمكن أن يصبح اضطراب استخدام المواد مشكلة مستمرة ومتقدمة. ويمكن أن يؤدي إلى جرعة زائدة، ومشاكل طبية أو صحية عقلية طويلة الأمد. وحتى قد يؤدي إلى الوفاة.
لهذه الأسباب وغيرها، فمن الضروري بالنسبة لشخص في حالة التعافي أن يكون مفتوحًا وصادقًا مع نفسه ومع الآخرين. بشأن استخدامه للمواد. يمكن أن يساعدهم ذلك في فهم تأثير إدمانهم على حياتهم وعلاقاتهم وأسرهم. ويمكن أيضًا أن يمنحهم القوة للمشاركة بنشاط في تغيير سلوكياتهم غير الصحية.
قد يهمك
في بيتنا مدمن الحل؛ لماذا يتعاطي المراهق المخدرات؟
أعراض الإنكار ومراحل التعافي
كل شخص يواجه اضطراب استخدام المواد بطريقة مختلفة. لكن هناك بعض الأعراض التي يشاهدها بشكل شائع بين الأشخاص الذين يعانون من حالة إنكار او المدمن ينكر إدمانه حيال استخدامهم للمواد. ومن بين هذه الأعراض بعضها:
على سبيل المثال، عندما يذكر استخدام المواد لشخص ما. قد يصبح متقلب المزاج أو يتجاهل الأمر ويتفاعل بالقول إنك تبالغ أو تضخم الأمور. بالإضافة إلى ذلك، قد يقلل الشخص من شدة استخدامه بالقول مثلاً: “الأمر ليس سيئًا كما تجعله يبدو”. أو “أنا أستخدمه فقط للترفيه”.
قد يحمل الشخص في هذه الحالة مسؤولية استخدامه للمواد لعوامل خارجية. مثل شخص آخر أو وضع مجهد، ليبرر استخدامه. قد يظهر سلوكه بشكل مجادل أو مفرط. على سبيل المثال، يمكن أن يقول: “زوجتي تجعلني غاضبًا، أنا فقط أشرب للتعامل معها”. أو “لولاك، لما كان علي استخدام المواد”.
بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في تعاطي المخدرات يحاولون السيطرة على إدمانهم عن طريق تبرير استخدامهم للمواد. وتفسير سبب اختلافهم عن غيرهم في استخدام المواد. قد يقولون على سبيل المثال: “أنا أعرف حدودي، لا أسكر”. أو “أنا أستخدم العقاقير فقط للمرح، لست مدمنًا” وهكذا المدمن ينكر إدمانه.
مراحل تغيير المدمن ينكر إدمانه
في نموذج مراحل التغيير لبروتشاسكا وديكليمينتي، يعتبر وجود الأعراض الناتجة عن الإنكار والمدمن ينكر إدمانه شائعًا خلال فترة التأمل السابقة. والتي تعتبر نقطة البداية في تعافي الفرد. خلال هذه المرحلة، قد يجد الشخص نفسه في حالة من الإنكار بخصوص خطورة إدمانه. وربما لا يكون لديه نية لتغيير استخدام المواد. ومع تطور حالة الإنكار لدى الشخص، قد ينتقل إلى المراحل الأربع الأخرى للتعافي من الإدمان. أو ما يعرف بـ “أهم 4 مراحل للتغيير”. وتشمل هذه المراحل:
- – **مرحلة التفكير المبكر (Precontemplation):** في هذه المرحلة من المدمن ينكر إدمانه، يبدأ الشخص في رؤية استخدام المواد لديه كمشكلة، ولكنه لا يتخذ أي خطوات للتغيير. يدرك الشخص أنه قد يحتاج إلى تغيير، ولكنه لا يخطط لاتخاذ أي إجراء.
- – **مرحلة التفكير (Contemplation):** يقوم الشخص في هذه المرحلة بوضع خطة لتغيير سلوكياته غير الصحية. قد يكون قد بدأ بتطبيق تغييرات صغيرة. وهو الآن جاهز لاتخاذ خطوات أكبر نحو التغيير.
- – **مرحلة العمل (Action):** عندما يتطور المدمن ينكر إدمانه ليصل إلى هذه المرحلة، فهو في صدد تطبيق مهارات جديدة وممارسة أنماط سلوكية أكثر صحة. يبدأ الشخص بفعل الأمور الفعلية لإحداث التغيير المطلوب.
- – **مرحلة الصمود (Maintenance):** في هذه المرحلة، يتم تعزيز المهارات والاستراتيجيات التي ساعدت الشخص على البقاء على نمط سلوكي جديد ومنع الانتكاس.
ومع ذلك، يجب أن نفهم أن الإدمان يعتبر اضطرابًا قابلًا للانتكاس، وبالتالي فإن الشخص قد يجد نفسه ينتقل إلى المراحل السابقة بعد كل محاولة فاشلة للتغيير.
أسباب تجعل المدمن ينكر إدمانه
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الأشخاص الذين يعانون من سوء استخدام المواد ينكرون وجود إدمان لديهم والمدمن ينكر إدمانه. قد تشمل بعض هذه الأسباب:
- **الشعور بالسيطرة:** قد يعتقد الشخص أنه في السيطرة على استخدام المواد لديه وبالتالي ينكر أي تأثير سلبي لها على حياته.
- **العار:** قد يشعر الشخص بالعار من الاعتراف بوجود مشكلة بالاستخدام، ويفضل تجاهلها بدلاً من مواجهتها.
- **استخدام المواد للتعامل مع المشاكل:** يمكن للشخص استخدام الكحول أو المخدرات كوسيلة للتعامل مع المشاكل الأخرى في حياته، وبالتالي ينكر أن هناك مشكلة حقيقية بالاستخدام.
- **التشجيع من قبل الآخرين:** قد يواجه الشخص ضغوطًا من الأصدقاء أو العائلة الذين يتيحون لهم استخدام المواد، مما يجعله ينكر أو يتجاهل الواقع.
- **الشعور بالاستثناء:** يمكن للشخص أن يعتقد أنه مختلف عن الآخرين الذين يعانون من إدمان المواد، وبالتالي المدمن ينكر إدمانه وأنه مصاب به.
على الرغم من أن الشخص قد يتأمل في فكرة وجود مشكلة بالاستخدام، إلا أنه قد يجد من الصعب مواجهة حقيقة إدمانه داخل نفسه. قد يكون السبب في ذلك هو أن الاستخدام المستمر للمواد يؤثر على وظائفه العقلية، مما يصعب عليه التوقف عن الاستخدام والاعتراف بالمشكلة. كما قد يكون الخوف من التغيير والتحديات الناجمة عن تغيير السلوك جزءًا من السبب في ان المدمن ينكر إدمانه، خاصة إذا كان الشخص يعتمد على المواد للتعامل مع الضغوط والمشاكل الحياتية.
اقرأ أيضاً
العلاج النفسي للمدمنين علي المخدرات؛ لماذا العلاج النفسي مفيد في إعادة التأهيل؟
هل مدمن المخدرات يتعالج؛ هل تتحسن الحياة بعد الإدمان؟!
الحالة النفسية للمدمن؛ ما هو الفرق بين الإدمان النفسي والجسدي؟
كيف تساعد المدمن ينكر إدمانه
لمساعدة شخص يعيش في حالة إنكار بشأن إدمانه او المدمن ينكر إدمانه. هناك عدة خيارات علاجية متاحة له، وتشمل هذه الخيارات:
- **العلاج في المستشفى والعلاج السكني:** يتضمن البقاء في بيئة طبية مراقبة بدوام كامل، حيث يمكن للشخص الحصول على العلاج والدعم اللازمين.
- **برامج العلاج الخارجي:** يحضر الشخص العلاج في مركز علاجي لفترات محددة خلال اليوم، ثم يعود إلى منزله في نهاية الجلسة.
- **الاستشارة الفردية للمخدرات والكحول:** يمكن للشخص الحصول على جلسات استشارية فردية مع مختصين للمساعدة في التعامل مع الإدمان.
- **العلاج الجماعي:** يشمل مشاركة الشخص في جلسات علاجية جماعية حيث يتمتع بدعم وتشجيع من الأشخاص الذين يواجهون تحديات مماثلة.
- **البرامج الافتراضية للتعافي:** يتم تقديم العلاج والدعم عبر الإنترنت من خلال منصات وتطبيقات خاصة بالتعافي.
- **مجموعات الدعم المتبادل وبرامج المساعدة الذاتية:** يمكن للشخص الانضمام إلى مجموعات دعم متبادلة مثل “مجموعة المخدرات المجهولة” (NA) أو “مجموعة المدمنين المجهولة” (AA) للحصول على الدعم والتشجيع من الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة.
قد يكون من الصعب على المدمن ينكر إدمانه أن يكون على استعداد للبحث عن العلاج، وفي هذه الحالة، يمكن أن تكون زيارة لاجتماعات مجموعة الدعم المتبادلة للتعافي مفيدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشخص التحدث مع أخصائي نفسي، والبحث عن مصادر التعافي، والاعتراف بالمشكلة أمام طبيبهم كلها تحركات تساعد في تمكين الشخص وتشجيعه لطلب المساعدة بطريقة مناسبة له.
نصائح للتعامل مع المدمن ينكر إدمانه
إذا كان لديك شخص عزيز يكافح مع الإدمان والمدمن ينكر إدمانه، فقد تجد نفسك مشاهداً لمشاعر الدهشة والعدم اليقين حول كيفية مساعدتهم، خاصة إذا كانوا يعيشون في حالة من الإنكار بشأن استخدامهم الضار للمواد. ومع ذلك، لحسن الحظ، هناك موارد متاحة لمساعدتك في العثور على الدعم المناسب لشخصك العزيز، مثل الفريق الطبي لمركز فيوتشر.
ولا تنسى أهمية الاعتناء بصحتك العقلية أيضًا. يمكنك دعم احتياجاتك الخاصة بطرق تساعد أيضًا شخصك العزيز في رحلتهم نحو التعافي. يتضمن ذلك:
- – تحديد حدود صحية والسماح لشخصك العزيز بتجربة بعض العواقب الطبيعية لإدمانهم.
- – حضور مجموعات الدعم المخصصة لأسر وأصدقاء الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات استخدام المواد والإدمان.
اعرف المزيد عن
كيف اساعد شخص مدمن مخدرات؛ ما هي آثار إدمان المخدرات على الأصدقاء والعائلة؟
تجربتي مع ابني المدمن؛ نصائح وأسرار الخبراء في علاج المدمن!
أحسن دكتور لعلاج الادمان في مصر؛ كيف تختار أفضل مركز لعلاج الادمان؟
