المخدرات تجر العالم إلى الوراء. توفي أكثر من 70 ألف شخص بسبب جرعات زائدة من المخدرات في عام 2019، بما في ذلك بسبب سوء استخدام الوصفات الطبية. وهذا ما يقرب من ضعف معدل الوفيات في عام 2010. فالعدد الهائل من المشاكل المجتمعية التي تسببها المخدرات وأضرار المخدرات على المجتمع غالبا ما تمر دون أن يلاحظها أحد. كيف تؤثر المخدرات على جسم الإنسان؟ كيف تدمر العلاقات العائلية ومكان العمل؟ وكيف تساهم في الجريمة والأضرار البيئية؟ أجب عن هذه الأسئلة، وستتمكن من فهم التأثيرات الحقيقية للمخدرات على المجتمع.
أضرار المخدرات على المجتمع|اعتلال الصحة
يسبب إدمان المخدرات اعتلال الصحة بعدة طرق مختلفة. لدى الدماغ عدة آليات لحث شخص ما على ارتكاب سلوكيات منتجة. فعندما يأكل الشخص وجبة لذيذة أو يقع في الحب، يفرز الدماغ هرمونًا محفزًا يسمى الدوبامين. وكذلك تشجع المخدرات على إنتاج الدوبامين. ولكن مع مرور الوقت، يمكن أن يصبح الدماغ معتمدًا على الأدوية لإنتاج الدوبامين ونقله واستقباله. وهذا يسبب التبعية والمشاكل النفسية. ثم يعاني الشخص في النهاية من انعدام التلذذ، حيث يشعر بعدم الاستمتاع بالأنشطة التي تحفزه.
كل دواء له تأثيره الخاص على أجزاء أخرى من الجسم. يمكن للمواد الأفيونية أن تبطئ تنفس الشخص إلى درجة فقدان الوعي والموت. ويمكن أن يتسبب الكوكايين في تصلب عضلات القلب، مما يؤدي إلى نوبة قلبية. يعتبر الكثير من الناس أن العقاقير المخدرة مثل LSD والفطر “آمنة”. ولكن يمكن لأي شخص أن يُصاب بالهلاوس والوساوس، مما يتسبب في إيذاء نفسه. وهكذا تتمثل أضرار المخدرات على المجتمع في التكاليف الطبية لإدمان المخدرات الباهظة. حيث يخسر المواطنون أكثر من 400 مليار دولار كل عام، معظمها من نفقات الرعاية الصحية.
تأثير المخدرات على الأسرة والعائلات
إن تعاطي شخص واحد للمخدرات يمكن أن يكون له عواقب على الأسرة بأكملها. إذا كان شخص ما يتعاطى المخدرات أمام أفراد عائلته، فقد يتسبب في إزعاجهم أو نفورهم. فإن كونك منتشيًا أو سكرانًا في التجمعات العائلية أمر مرهق أيضًا. قد يواجه الطفل الذي يعيش مع أحد الوالدين المدمنين مشكلة كبيرة في النمو. وقد يتعرضون للإهمال أو سوء المعاملة.
بل قد يصابون بإدمان خاص بهم، حتى في سن مبكرة وهذه أحد أسباب تعاطي المخدرات عند الشباب. فدائمًا ما يكون ضغط الأقران خطيرًا في حالة الإدمان، لكن الضغط من أفراد الأسرة يمثل مشكلة بشكل خاص. يجد الطفل صعوبة في المقاومة عندما يقدم له والداه الكحول أو المخدرات. وقد يواجه أحد الوالدين الذي يعاني طفله من الإدمان صعوبة في تأديبه. فقد يتغيب طفلهم عن المنزل لفترات طويلة من الزمن. وقد يجلبون الغرباء إلى المنزل، والذين قد يسرقون المنزل أو يهينون والديهم.
قد يبدأ بعض الأشخاص في تعاطي المخدرات للتعامل مع الصعوبات في حياتهم الشخصية. إذ يوفر هذا حلاً مؤقتًا، لكنه سيؤدي في النهاية إلى تفاقم مشاكلهم. فإنهم لا يستخدمون استراتيجيات حل المشكلات لحل التوتر، ويعتمدون بدلاً من ذلك على عكاز ضار وتتوالى أضرار المخدرات على المجتمع.
قد يهمك
الأعراض الانسحابية للمخدرات؛ ما الفرق بين سحب المخدرات في المنزل أو في المركز الطبي؟
هل المخدرات تسبب ثنائي القطب؛ كيف يتم تشخيص الاضطراب ثنائي القطب؟
كيف اساعد شخص مدمن مخدرات؛ ما هي آثار إدمان المخدرات على الأصدقاء والعائلة؟
أضرار المخدرات على المجتمع|مكان العمل
الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات لديهم إنتاجية أقل بكثير في مكان العمل من غيرهم. يتغيب العامل العادي 15 يومًا في السنة بسبب المرض أو الإصابة. لكن الشخص الذي يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات يتغيب عن العمل بمعدل 30 يومًا أو أكثر.
كما أن تدريب الموظف يمكن أن يكلف آلاف الدولارات. فإذا ترك شخص مصاب بالإدمان العمل مبكرًا، فإنه يكلف صاحب العمل الكثير من المال. وهنا يترك العديد من الأشخاص المصابين بالإدمان وظائفهم لأنهم لا يستطيعون تلبية متطلبات وظائفهم. في بعض الاحيان يتمكن بعض الأشخاص من الاحتفاظ بالوظيفة بينما يحافظون على الإدمان. فقد يبدو أنهم يتمتعون بأداء عالٍ، لكنهم ما زالوا يعانون من الإدمان. فقد يصبحون معتمدين على مادة غير مشروعة لأداء جيد. وإذا فقدوا إمكانية الحصول على الأدوية، يتأثر أداؤهم الوظيفي. وقد لا يتمكنون من السفر أو حضور المهام الرئيسية مع تعاطي المخدرات. وهذا يمكن أن يعرض العمل للخطر.
المخدرات وارتكاب الجريمة
من أضرار المخدرات على المجتمع أن تعاطي المخدرات يمكن أن يحفز شخصا ما لارتكاب الجرائم. وقد يسرقون الأموال أو الممتلكات من أقاربهم لتغطية تكلفة المزيد من الأدوية. وفي حالات نادرة، يقوم الموظفون بسرقة المصروفات من شركاتهم لشراء الأدوية. أكثر من 65% من نزلاء السجون يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات. وقد أصيب بعضهم بالإدمان بعد سجنهم. لكن ما لا يقل عن 20 بالمائة من السجناء كانوا تحت تأثير الكحول عندما ارتكبوا جرائمهم. يمكن أن يؤدي كونك منتشيًا أو مخمورًا إلى دفع شخص ما إلى ارتكاب الجريمة. إذ يمكن للمخدرات أن تضعف قدرات الشخص على اتخاذ القرار، مما يدفعه نحو خيارات محفوفة بالمخاطر. وقد يشعرون بموانع أقل، معتقدين أنهم أحرار في فعل ما يريدون.
من أضرار المخدرات على المجتمع الأضرار البيئية
ينطوي إنتاج الميثامفيتامين على مخاطر بيئية كبيرة. وهي تعتمد على مواد كيميائية سامة يمكن أن تتسرب إلى الأرض وتتسرب إلى المياه الجوفية والبنية التحتيه الموجودة تحت الأرض. يمكن للأبخرة أن تلوث الهواء، مما يسبب ارتفاعات في الأمراض التنفسية وتلف الرئة. كما يتم إنتاج الحشيش في الغالب في الهواء الطلق. وتعتبر نباتات القنب من الأنواع الغازية، مما يجعلها تحرم النباتات الأخرى من المياه.
كما قام المزارعون بإزالة مساحات واسعة من الغابات لتطوير نباتات الكوكا لإنتاج الكوكايين. ثم يستخدمون المبيدات الحشرية لرعاية نباتاتهم، مما يؤدي إلى قتل ما تبقى من الأشجار الأخرى. وهكذا فإن معظم المواد الكيميائية المستخدمة لإنتاج المخدرات قابلة للاشتعال. ويمكن لشرارة واحدة أن تحرق مختبرًا للأدوية على الأرض بينما تقذف السموم في الهواء، وهذه واحدة من أخطر أضرار المخدرات على المجتمع.
اقرأ أيضاً
هل مدمن المخدرات يتعالج؛ هل تتحسن الحياة بعد الإدمان؟!
فقدان العقل بسبب المخدرات؛ تغييرات الدماغ على المدى الطويل
علاقة المخدرات بالاضطرابات النفسية والسلوكية؛ كيف يمكن للإدمان أن يغير الشخصية؟
كيف يؤثر تعاطي المخدرات على المجتمعات؟
حتى لو كنت لا تعرف شخصًا مصابًا باضطراب تعاطي المخدرات، فإن أضرار المخدرات على المجتمع تظهر بعدة طرق. إن الرعاية الصحية، وإنتاجية العمل، والجريمة، وتعاطي المخدرات تكلف الدولة أكثر من 740 مليار دولار سنويا. ويكلف إساءة استخدام المخدرات غير المشروعة 193 مليار دولار، ويكلف تعاطي المواد الأفيونية الموصوفة طبيا 78.5 مليار دولار أخرى.
يمكن أن تصبح المحاكم مكتظة بقضايا المخدرات، وقد يواجه الضحايا (على سبيل المثال، الأعمال المسروقة) رسومًا إضافية. لنفترض أن المدينة لديها سلسلة من الجرائم المتعلقة بالمخدرات. وفي هذه الحالة، قد تكتسب سمعة بوجود مناطق “سيئة”، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار العقارات ودخل ضريبة المبيعات حيث يتجنب الناس الزيارة أو العيش هناك.
كيف يؤثر تعاطي المخدرات على العلاقات؟
تعاطي المخدرات لديه القدرة على الإضرار بعلاقات الشخص. يمكن أن يستهلك إدمان المخدرات حياة الشخص بالكامل، مما يجعله غير قادر على الحفاظ على علاقات صحية مع الأصدقاء أو العائلة أو حتى المعارف. وأخيرًا، يمكن أن يؤدي إدمان المخدرات إلى الإضرار باحترام الفرد لذاته وإحساسه بقيمته. فإذا كان من الممكن أن يزعج الشخص نفسه بالذهاب إلى العمل، فإن إدمان المخدرات قد يعيق الأداء الوظيفي. ويعد انخفاض إنتاج العمل مثالاً آخر على أضرار المخدرات على المجتمع والآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات على المجتمع.
أصحاب العمل وزملاء العمل الذين يعانون من إدمان المخدرات
يستهلك العديد من المدمنين الكحول مباشرة قبل المغادرة للعمل وعند الوصول إلى العمل يعانون من أعراض الكحول. هذه الحقيقة المذهلة لا تعكس بالضرورة الاستهلاك المنتظم للكحول في مكان العمل ولكنها تشير إلى قبول واسع النطاق لاستخدام المسكرات على الرغم من العواقب المعروفة. وللتعويض عن انخفاض الإنتاجية، يتحمل زملاء العمل الغير مدمنين المزيد من الالتزامات في العمل.
يؤثر انخفاض الإنتاجية بشكل مباشر على أصحاب العمل؛ فإذا انتشر تعاطي المخدرات على نطاق واسع، فقد يؤدي ذلك إلى إغلاق الشركة. والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وهي الأكثر عرضة للانهيار نتيجة لخسائر الإنتاجية المرتبطة بالأدوية. تشير التقديرات إلى أن متعاطي المخدرات العاملين أقل إنتاجية بمقدار الثلث من زملائهم الذين لا يتعاطون المخدرات.
كل فرد في المجتمع مسؤول عن حياة الآخر. يمكن لمركز تعاطي المخدرات المجتمعي مواجهة القضايا الاجتماعية المتعلقة بتعاطي المخدرات والآثار الاجتماعية وأضرار المخدرات على المجتمع. لكن في بعض الأحيان، هذا لا يكفي.
إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك تعاني من إدمان المخدرات، فيمكن أن يوفر لك مركز فيوتشر الدعم، بالإضافة إلى مساعدة الخبراء وخيارات العلاج. تأكد من الاتصال بنا على الفور للتحدث مع المتخصصين حول اتخاذ الخطوات الأولية نحو حياة جديدة. وذلك من خرب صفحتنا على الفيس بوك أو الواتساب أو على الرقم 01029275503.
اعرف المزيد عن
عقل المدمن؛ آثار تعاطي المخدرات على المدى الطويل على الجسم والدماغ؟!
العلاج النفسي للمدمنين علي المخدرات؛ لماذا العلاج النفسي مفيد في إعادة التأهيل؟
علاج الإدمان في البيت؛ كيفية التخلص من السموم من المخدرات في المنزل بشكل آمن!
