أحد أصعب القرارات التي قد يتعين على الوالدين اتخاذها هي قرار إرسال الطفل إلى إعادة التأهيل من إدمان المخدرات والتي سبقها التفكير الطويل في “ابني مدمن يرفض العلاج”. من المرجح أن يقاوم الأشخاص دون السن القانوني العلاج بسبب نقص الخبرة والبصيرة فيما يتعلق بكيفية تأثير الإدمان على الانتقال إلى مرحلة البلوغ وجعلها صعبة للغاية وكذلك مدى تأثير تعاطي المخدرات على صحتهم. يتمتع المراهقون أيضًا بقدرة أقل على التحكم في الانفعالات بسبب حقيقة أن الأجزاء المتقدمة من أدمغتهم لم يتم تطويرها بالكامل بعد. لذلك يمكن أن يقع على عاتق الوالدين اتخاذ القرار الأفضل بالنسبة لهم.
من الناحية القانونية ، يمكن وضع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 17 عامًا أو أقل في إعادة تأهيل مدمني سكني دون موافقتهم. قد يبدو هذا قرارًا صعبًا للغاية، ولكن هناك ظروف قد لا يكون فيها للوالدين خيار آخر. عندما تكون حياة المراهق في خطر بسبب تعاطي المخدرات، فإن الاستياء والغضب اللذين قد ينجمان عن إجبارهم على إعادة التأهيل يستحقان العناء عادةً. ضع في اعتبارك أن دماغ المراهق لا يزال في طور النمو – حتى سن 25 عامًا – مما يعني أن الضرر الناجم عن تعاطي المخدرات والكحول سيكون أسوأ بكثير مما سيكون عليه لدى شخص بالغ فوق سن 25.
هل ابني مدمن؟ ابني مدمن يرفض العلاج
الخطوة الأولى للحصول على مساعدة طفل مدمن هي التأكد من أن المشكلة هي بالفعل إدمان. غالبًا ما تتداخل أعراض تعاطي المخدرات وأعراض المرض العقلي، وإجبار الطفل على علاج الإدمان عندما لا يكون هناك إدمان يمكن أن يسبب ضررًا خطيرًا لعلاقة الوالدين بالطفل. الأمر معقد بسبب حقيقة أن المراهقين الذين يتعاطون المخدرات عادة ما يخفون هذا السلوك عن الآباء لأنهم لن يوافقوا على العلاج.
علامات الإدمان
يجب على الآباء الذين يشتبهون في تعاطي المخدرات والإدمان أن يراقبوا العلامات التالية:
- السهر في وقت متأخر
- التغيير في الدوائر الاجتماعية
- التغييرات في جدول النوم
- السلوك السري أو المنعزل
- التغييرات في عادات النظافة أو الاهتمام بمظهرهم
- تغير الوزن غير المبرر
- حدقة العين كبيرة أو صغيرة بشكل غير عادي
- تغيرات في الصحة (الشعور بالمرض بعد البقاء في الخارج لوقت متأخر)
- انخفاض مفاجئ في القدرة على الوفاء بمسؤوليات المدرسة
- عيون حمراء كالدم
- تواجد أدوات المخدرات
- تقلبات مزاجية حادة
- القلق والبارانويا
- انخفاض في القدرة على التركيز
- كثرة الخمول غير المبرر
- زيادة العدوان
- فقدان الاهتمام بالهوايات أو الأنشطة اللامنهجية
- إثارة غير مبررة أو زيادة في الطاقة يتبعها انهيار
بعض هذه الأعراض هي أعراض مرض عقلي مثل الاكتئاب واضطرابات القلق أو الاضطراب ثنائي القطب. البعض الآخر مجرد علامات على كونك مراهقًا، ومع ذلك ، يمكن أن تشير العديد من هذه الأعراض معًا إلى مشكلة تعاطي المخدرات. يمكن أن يساعد في التأكد أن تقوم بدراسة أعراض إساءة استخدام العقاقير الفردية أو أنواع العقاقير، مثل المنشطات ، والاكتئاب ، ومسببات الهلوسة.
ابني مدمن يرفض العلاج| ضرورة تثقيف نفسك أولاً
من المهم أيضًا أن نفهم أن تعاطي المخدرات وإدمانها ليسا نفس الشيء. يُعرَّف تعاطي المخدرات بأنه أي استخدام لعقار غير قانوني، أو أي استخدام لعقار بوصفة طبية يتجاوز ما يوصي به الطبيب، أو الاستخدام المفرط للمسكرات مثل الكحول (على الرغم من أنه بالنسبة للمراهقين، يعد هذا أيضًا استخدامًا غير قانوني). يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات إلى الإدمان ، وهي حاجة عامة للعقار من أجل الشعور بالطبيعية أو الشعور بأن الشخص قادر على العمل. إن منع المراهق من تعاطي المخدرات أمر صعب بما فيه الكفاية وخاصة في حالة ابني مدمن يرفض العلاج، ولكن بمجرد ظهور الإدمان، تصبح حتى الرغبة الشديدة في الإقلاع عن الإدمان لا تكفي للإقلاع عنه بل يصبح التوقف شبه مستحيل بالنسبة للعديد من المدمنين. في هذه المرحلة، هناك حاجة إلى العلاج، غالبًا بعد التدخل المباشر من قبل أحبائهم.
اعرف المزيد عن
افضل مراكز علاج الإدمان فى مصر وكيفية اختيار المركز المناسب
أرخص مستشفى لعلاج الإدمان، وكيف يمكنها علاج الآثار الناجمة عن تعاطي الهيروين؟
مصحة نفسية لعلاج الإدمان، مجهودات مستشفى فيوتشر لعلاج ادمان الكحول
ابني مدمن يرفض العلاج، ماذا أفعل؟
على الرغم من أنه يمكنك إجبار مراهق قاصر على إعادة التأهيل، فمن الأفضل بالنسبة لآفاق العلاج وللعلاقة بين الوالدين والطفل السماح للمراهقين بالاختيار بأنفسهم. هناك طريقة معيارية إلى حد ما لإدخال أحبائهم المدمنين في العلاج إذا لم يقدموا حتى الآن أي مؤشر على طلب العلاج بأنفسهم: وهي التدخل.
قبل البدء في التدخل، من الضروري البحث عن مراكز إعادة التأهيل في المنطقة أولاً. حتى يتم الحجز والانتهاء من الاجراءات اللازمة للمريض الوافد في وقت مبكر حتى يتمكن المركز من الاستعداد لاستقبال الشخص فور التدخل. يتم ذلك حتى لا يكون لدى الفرد الوقت للتراجع. التدخل هو حدث عاطفي للغاية، وغالبًا ما ينشغل الشخص الذي يعاني من مشكلة تعاطي المخدرات في هذه المشاعر ويوافق على الذهاب إلى إعادة التأهيل بناءً على ذلك، ولكن إذا كان لهذه المشاعر وقت لتتلاشى، فقد يتغير قلب هذا الشخص ويرفض. أظهر أخذ الشخص المدمن لإعادة تأهيله على الفور تكتيكًا أكثر فاعلية من البحث عن مركز علاج بعد التدخل.
يوجد أكثر من العديد من مراكز علاج الادمان وإعادة التأهيل، ولكل منها فلسفتها الخاصة ومجموعة من برامج العلاج الخاصة بها. بعضها متخصص للمراهقين والبعض الآخر متخصص في نوع معين من الأدوية. وقد يتبع البعض فلسفة دينية والبعض الآخر علماني. يحتاج الآباء إلى البحث عن الانسب لهم مع مراعاة تحقيق التوازن بينها ، مثل:
- المسافة من المنزل
- البرامج المتبعة
- التكاليف
- أنواع العلاج
كيف أقنع ابني المدمن بالعلاج
يمكن أن يكون التدخل نفسه مكثفًا للغاية وفعال في إقناع ابنك حينما تواجه مشكلة ابني مدمن يرفض العلاج. إنه عمومًا تجمع لأحباء الشخص المدمن حيث يتحدثون معاً عن مخاوفهم بطريقة ودودة ويحثون الفرد على الحصول على المساعدة. وهنا قد يختلف رد فعل المدمن بشكل كبير. فقد يقبل المريض ذلك، وقد يصبح عاطفي للغاية، أو ينكر وجود مشكلة من الأساس، أو يصبح غاضب ودفاعي. يمكن تدخل طبيب متخصص حتى يساعد الآباء في إعداد حديثهم وطرق إقناعم للابن المدمن، وسيقوم هذا الطبيب أيضاً بالتواجد في الحدث للتأكد من استمراره في المسار الصحيح وإيقاف أي سلوكيات ضارة أو غير متوقعة قد تحدث.
في معظم الحالات ، لا يمكن إجبار طفلك على العلاج ما لم يُعتبر خطرًا على نفسه أو على الآخرين. قد تعتقد أن تعاطيهم للمخدرات يشكل خطرًا على أنفسهم لأنك تشاهد العواقب بشكل مباشر، لكن هذا لا يكفي لفرض العلاج، حتى لو كان طفلك أقل من 18 عامًا.
تعزيز المجتمع وتدريب الأسرة هو نهج يمكن لأفراد الأسرة استخدامه للمساعدة في تحفيز تغيير السلوك لدى الفرد الذي يتعاطى المخدرات. فاستخدام استراتيجيات وأدوات محددة لتشجيع تقليل استخدام المخدرات وإشراك الطفل في العلاج، أثناء الاهتمام برعايتك الذاتية له. في بعض الأحيان، بدلاً من إخبار شخص ما بأنه يحتاج إلى الامتناع عن الادمان، فإن اقتراح المساعدة لحمله على التقليل يمكن أن ينجح. على الرغم من أن هذا قد لا يكون الهدف النهائي ، إلا أنه يدخلهم في حالة العلاج وفي مناقشات حول كيفية تأثير تعاطي المخدرات على حياتهم.
اقرأ أيضاً
طرق غير مباشرة لتحفيز المدمن على العلاج
يركز نهج “الطريق الغير مباشر” على المشكلات الأخرى التي قد يواجهها الشخص، مثل القلق أو الاكتئاب أو الأرق. سيوافق بعض الأشخاص على علاج مشكلة أخرى غير تعاطيهم للمخدرات، على الرغم من أنه من المحتمل في مرحلة ما مناقشة هذا الأمر.
إذا كان هناك خطر على أنفسهم أو على الآخرين، في هذه الحالة لا بد من استخدام القوة والاجبار على الانضمام ببرامج العلاج من تعاطي المخدرات للمرضى الداخليين أو الخارجيين. ومن بين أنواع البرامج العلاجية الاجبارية، الاستشفاء في حالات الطوارئ بسبب مخاوف متعلقة بالمخدرات، وهنا يكمن الحل الآخير في ابني مدمن يرفض العلاج.
العلاج والرعاية ما بعد التعافي
عادةً ما يستمر العلاج في برنامج إعادة التأهيل للمرضى الداخليين لمدة 7 – 10 أسابيع. وعادة ما يمكن لأفراد الأسرة الزيارة بانتظام ويتم تشجيعهم على القيام بذلك. سيحتاج المراهق الذي يخضع لإعادة التأهيل إلى الدعم والحب خلال هذا الوقت العصيب. يمكن أيضًا دعوة الآباء للمشاركة في البرامج التعليمية التي تعلم الأفراد المدمنين كيفية التعامل مع الحياة بعد إعادة التأهيل. بما في ذلك كيفية التعامل مع الإغراء والرغبة الشديدة. هنا، يمكن للوالدين تعلم كيفية توجيه ودعم أطفالهم من خلال هذا وكيفية تجنب السلوكيات التمكينية.
في حالة المدمنين القصّر، يمكن توفير العلاج الأسري من أجل تحسين الثقة والتواصل بين الوالدين والأطفال. وقد يكون الأسبوع الأول صعبًا حيث يمر المراهق المدمن بالانسحاب. يمكن أن تكون الأعراض الجسدية والعاطفية لهذا الأمر مزعجة للغاية، لكن مركز إعادة التأهيل لديه كل الموارد المتاحة للوصول إلى التعافي بأمان.
البرامج العلاجية
قد يلزم وصف الأدوية للقلق والاكتئاب والأرق والغثيان والرعشة وأعراض أخرى. بعد هذه العملية، تتمحور إعادة التأهيل حول التعليم والمشورة والدعم. غالبًا ما يتم استخدام برامج الإثني عشر خطوة. سيتم أيضًا فحص المراهق بحثًا عن الأمراض العقلية المتزامنة التي تسبب اضطراب الإدمان. وقد يوصى بعلاج إضافي إذا تم اكتشاف مرض عقلي متزامن.
بمجرد اكتمال إعادة التأهيل. لن تكون هذه نهاية رحلة المراهق إلى الشفاء . قد تظهر الرغبة الشديدة لطفلك لسنوات عديدة ، ويمكن للإغراءات والتوتر أن تخلق رغبة ملحة جديدة لبقية حياة المراهق. من المهم أن يفهم كل فرد في الأسرة أن الإدمان مرض عقلي. وليس فشلًا شخصيًا أو ضعفًا في الشخصية. ووقتها فقط لن يواجه الاباء مشكلة ابني مدمن يرفض العلاج.
إذا تم إجبار الطفل على إعادة التأهيل. أو إذا حدث الخداع أثناء الإدمان النشط كما يحدث عادةً، فمن المحتمل أن الثقة بين الوالدين والمراهق تصبح بحاجة إلى إعادة بناء. يمكن أن يكون العلاج الأسري مفيدًا جدًا في هذه العملية. ولكن الشيء الأكثر أهمية هو ضمان دعم الطفل وإحساسه بالحب. يمكن أن يكون تعاطي المخدرات والإدمان نتيجة لضغط أصدقاء السوء أو الوقوع في وسط حشد سيء، ولكن يمكن أن يكون أيضًا نتيجة الشعور بالحاجة إلى الهروب من بيئة سيئة. ورد فعل على الإجهاد الشديد، نتيجة الشعور بالنقص. أو بسبب أي عدد من الأنواع الأخرى من الاضطرابات النفسية أو عدم الرضا عن الحياة. يهدف العلاج إلى معالجة أسباب تعاطي المخدرات وإعادة الفرح إلى جميع مجالات حياة الشخص.
يمكنك الاطلاع أيضاً على
علاج المدمن بالقوه الجبريه، وهل هذه الطريقة تنجح في علاجه؟