لا يؤثر اضطراب استخدام المواد المخدرة على الشخص المدمن على المخدرات والكحول فحسب – بل يؤثر أيضًا على أحبائهم ، وخاصة الشريك الذي يعيش مع الشخص الذي يعاني من الإدمان. ووفقًا للجمعية الأمريكية للزواج والعلاج الأسري (AAMFT) ، غالبًا ما يكون الأزواج الذين يعيش فيهم شريك واحد على الأقل مصابًا باضطراب تعاطي المخدرات أكثر تعاسة من الأزواج الآخرين. لهذا سنتحدث هنا عن الزواج من مدمن متعافي.
الزواج من مدمن متعافي وتأثيره على العلاقة الزوجية
يؤثر الزواج من مدمن متعافي واضطراب استخدام المواد المخدرة سلبًا على العلاقات والعائلات بعدة طرق ، بما في ذلك:
- يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات والكحول إلى زيادة مخاطر العنف وسوء المعاملة داخل العلاقة
- يمكن أن يكون تعاطي المخدرات السبب المباشر للجدل والمعارك
- شراء المخدرات والكحول يمكن أن يؤدي إلى معارك حول المال
- يمكن أن يصبح الزوجان معزولين عن مجتمعهما لإخفاء تعاطي الشريك للمخدرات
- يمكن أن يصبح استخدام المواد المخدرة في العلاقات غير السعيدة أيضًا دوامة هبوطية يصعب الخروج منها.
- يصبح استخدام أحد الشريكين (أو كليهما) للمواد المخدرة مصدرًا للحجج.
ما هو الاعتماد على الآخرين؟
يستخدم مصطلح الاعتمادية في كثير من الأحيان بالعامية. ولكن في الأصل ، تم إنشاؤه لوصف الشركاء الرومانسيين المعتمدين على الأشخاص المصابين بالاضطراب العاطفي المزمن. ويعتني هؤلاء الأشخاص المعتمدين على شركائهم الذين يعيشون مع حالة من الادمان. وتبدأ العلاقة بأكملها بالدوران حول هذه الديناميكية: شريك يعيش مع حالة أو اضطراب وشريك رعاية يعتمد عليه. والمشكلة هي أن العلاقات الاعتمادية سامة لأسباب متنوعة. فعادةً ما يضع الشريك القائم على الرعاية احتياجات شريكه فوق احتياجاته ، مما قد يؤدي إلى:
- حالة صحية سيئة
- حدود غير صحية
- تدهور الصحة العقلية
يمكن أن تتسبب الاعتمادية والزواج من مدمن متعافي أيضًا في قيام الشريك غير المدمن بتمكين السلوكيات غير الصحية عن غير قصد ، مما قد يشجع على تعاطي المخدرات والإدمان.
قد يهمك
كيف نتعامل مع الشاب المدمن؛ كيف أجد المساعدة في التعامل مع المدمن؟
مركز إعادة تأهيل مدمني المخدرات؛ وما هي أوراق اعتماد فريق الأطباء والمستشارين؟
كيف تبدو الحياة بعد التعافي|الزواج من مدمن متعافي
يتوقع الكثير من الناس أن تصبح الحياة مثالية بعد أن يصبح شريكهم رزينًا ومتعافياً. ربما كنت تعتقد أن تعاطي المخدرات من قبل شريكك هو السبب الجذري لجميع مشاكل علاقتك – لذلك بطبيعة الحال ، تفترض أنه بمجرد التخلص من تعاطي المخدرات والزواج من مدمن متعافي، يمكن أن تعود الحياة إلى طبيعتها. وهذا هو الحال في بعض الأحيان. يمكن لبعض الأزواج أن يزدهروا فورًا بعد أن يصبح الشريك المدمن متعافياً.
ولكن بالنسبة لمعظم الزواج من مدمن متعافي الذين يعانون من تعاطي المخدرات ، فإن الحياة بعد التعافي ليست سلسة للغاية. وهذا بسبب الطريقة التي أثر بها تعاطي المخدرات على المدى الطويل على كلا الشريكين وكذلك العلاقة نفسها. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن فهم العائلات كنظام. وعندما يقرر أحد الشركاء تغيير سلوكه (الإقلاع عن تعاطي المخدرات والكحول) ، فإنه يتسبب في حدوث تموجات في جميع أنحاء نظام الأسرة. حتى لو كان التغيير الذي تم إجراؤه إيجابيًا.
الزوج المدمن المصاب باضطراب تعاطي المخدرات
يمكن أن يكون التعافي من اضطراب تعاطي المخدرات عملية صعبة للغاية ، ومؤلمة في بعض الأحيان. فالأشخاص الذين يبتعدون عن تعاطي المخدرات على المدى الطويل قد يواجهون جسديًا أعراض الانسحاب، وتشمل ما يلي:
- الهزات والرعشة
- استفراغ و غثيان
- أرق
- إسهال
بالإضافة إلى ذلك ، عادةً ما يأتي الإقلاع عن المخدرات والكحول مصحوبًا بحالات صحية عقلية، مثل القلق أو انعدام التلذذ (عدم القدرة على الشعور بالمتعة). وقد يعاني الزواج من مدمن متعافي في الشفاء من التهيج وحتى نوبات الغضب. كما يمكن أن يكشف التعافي أيضًا في بعض الأحيان عن حالات الصحة العقلية الأساسية التي ساهمت في اضطراب تعاطي المخدرات. على سبيل المثال،ما يصل إلى النصف من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات قد عانوا أيضًا من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) . وإذا لم يجد الشريك الذي يعيش مع اضطراب تعاطي المخدرات طرقًا صحية للتعامل مع الصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة ، فقد يبدأ في التأثير عليه بطرق سلبية.
الشريك غير المدمن
قد يمر الشريك الداعم أيضًا بعملية عاطفية خاصة به. يسبب تعاطي المخدرات خسائر فادحة في العلاقات الحميمة. وغالبًا ما يكون من الصعب جدًا على الشريك التخلي عن الاستياء والغضب والخوف الذي شعر به على مدار الوقت الذي كان فيه شريكهم يتعاطى المخدرات والكحول. وفي علاقة متأثرة بتعاطي المخدرات ، من المحتمل أن تكون الثقة قد انهارت عدة مرات. ربما تعلم الشريك الداعم السير على قشر البيض في محاولة للحفاظ على السلام في العلاقة. وبالتالي قد يتطلب الأمر عملية مقصودة وطويلة لكلا الشريكين لتعلم كيفية إعادة بناء الثقة داخل العلاقة.
يوصى بأن يسعى الشريك الداعم إلى الحصول على دعمه الخاص أثناء عملية التعافي والزواج من مدمن متعافي. يمكنك التفكير في العلاج الفردي أو برنامج دعم بقيادة المجموعات مثل زمالة المدمنون المجهولون .
اقرأ أيضاً
التعامل مع المدمن العنيد وكيفية إقناعة بالعلاج في 10 خطوات؟
كيف أتعامل مع ابني المدمن ومتي يتم التدخل الطبي الإجباري لعلاجه؟
كيف أتعامل مع أخي المدمن، وهل التدخلات الإجبارية فعالة في علاجه؟
العلاقة والزواج من مدمن متعافي
يمكن أن يستمر الاعتماد على الآخرين في التأثير على الزواج من مدمن متعافي حتى بعد أن يصبح شريكك متعافياً. وذلك لأن الاعتمادية هي سمة في العلاقة وشرط بغض النظر عن استخدام المخدرات بحد ذاتها. بمعنى آخر ، يستمر حتى بعد توقف تعاطي المخدرات. حتى إذا توقف شريكك عن تعاطي المخدرات والكحول ، إذا لم يتم التعامل مع الاعتمادية نفسها، فستستمر هذه الديناميكية في التأثير على العلاقة.
إن الاعتماد على الآخرين يمنع الناس من إقامة علاقات صحية، لذلك ما لم تتغير هذه الديناميكية ، قد لا تكون الرصانة كافية لمنع استمرار الدورة. فإذا كان الشخص المصاب بالاضطراب وتعاطي المخدرات فجأة لا يعتمد على شريكه للعناية به ، فقد يتسبب ذلك في اضطراب في العلاقة أيضًا. بل قد يرغب الشريك الداعم في الاحتياج إليه ، ويشعر بالتعاسة أو الضياع أو الخلط مع ديناميكية العلاقة الجديدة.
نصائح لتقديم الدعم الاسري
إذا كان شريكك يتعافى من اضطراب تعاطي المخدرات أو حصلتي على الزواج من مدمن متعافي، فمن المهم أن تقدم الدعم بطريقة لا تعزز السلوك الاعتمادي. ضع في اعتبارك أهم 4 نصائح لتقديم الدعم الأسري التالي.
1. شارك في العلاج
تشمل معظم طرق علاج اضطراب تعاطي المخدرات الأسرة. وهذا يعني أنك ستلعب على الأرجح دورًا في علاج شريكك. انخرط في علاجهم واعمل على شفاء العلاقة. فالعلاقات الداعمة مع الأسرة والأزواج والجهات الراعية تساعد أولئك الذين يعملون من أجل التعافي على الحفاظ على تعافيهم.
2. تعرف على اضطراب تعاطي المخدرات
من المفيد لك التعرف على اضطراب تعاطي المخدرات ، بما في ذلك كيفية تأثيره على كل من شريكك وعلى نفسك. قد يساعدك هذا على فهم الادمان وكيف يعمل، مما يساعدك على الفصل بين شريكك والمرض.
3. حاول أن تتوقف عن السلوكيات التمكينية
حاول أن تكون على دراية بالسلوكيات التمكينية. على سبيل المثال ، قد تشعر بالرغبة في اختلاق الأعذار لمن تحب عندما ينتكس. قد تقول لنفسك (وللآخرين) ، “لقد كانت مرة واحدة فقط ؛ ليس الأمر بهذه الخطورة “. ويُقترح أن تكون حريصًا على هذه السلوكيات ، لأنها يمكن أن تؤدي إلى ديناميكية اعتمادية.
4. اطلب الدعم
يؤثر الإدمان على الأسرة بأكملها ، بما فيهم أنت. فكر في طلب دعم الصحة العقلية لنفسك. يمكن للمعالج مساعدتك في معرفة المزيد عن الدور الذي ربما تكون قد لعبته في علاقة اعتماد وتعلم أنماط أكثر صحة. إذا كنت ترغب في ذلك ، يمكنك التفكير في خيارات العلاج عبر الإنترنت أو مجموعات الدعم للعثور على متخصص في الصحة العقلية يمكنه مساعدتك خلال هذا الوقت.
كلمة أخيرة من فريق مركز فيوتشر
قد يكون العيش مع شخص مصاب باضطراب تعاطي المخدرات أمرًا صعبًا وكذلك الزواج من مدمن متعافي، كما أنه يحدث تغييرات في علاقتك مع شريكك سواء كان مدمن أو متعافي من المخدرات. على الرغم من أن التعافي إيجابي لجميع أفراد الأسرة ، إلا أنه قد لا يكون ايجابياً كما تأمل وبحاجة إلى الصبر والتعلم. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لاستعادة زواجك أثناء عملية التعافي واستيعاد الحياة الصحية والعلاقة الصادقة فيما بينكم، ولكن الدعم متاح. انت لست وحدك. يمكن أن يساعدك العلاج الاحترافي مع فريق مركز فيوتشر المتخصصين والمحترفين أنت وشريكك في التعامل مع الآثار السلبية لتعاطي المخدرات، ومساعدتكم من خلال الدعم الاسري ودعم الأزواج والعلاقات الأسرية المضطربة نتيجة ما خلفه تعاطي المخدرات.
اعرف المزيد عن
حياة المدمن بعد التعافي؛ كيف تبقى متعافياً وتحافظ على يقظتك؟!
كيفية التعامل مع المدمن بعد العلاج؛ تعرف على 6 طرق للبقاء متعافياً مدى الحياة
كيفية التعامل مع المدمن فترة العلاج؛ احذر! أشياء لا يجب فعلها مع المدمن أثناء العلاج